الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
فتاوى الصيام
131950 مشاهدة
صيام التاسع والعاشر من محرم

س113: هل يستحب صيام التاسع والعاشر من محرم ؟
الجواب: صيام يوم عاشوراء مستحب، وقد ورد في فضل صيامه أحاديث، منها قول النبي -صلى الله عليه وسلم- إن صوم يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، ولما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة رأى اليهود يصومونه، فلما سألهم قالوا: إن هذا اليوم أنجى الله فيه موسى وأغرق فيه فرعون فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه.
أما التاسع، فلم يثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صامه، ولكن قد روي عن ابن عباس وغيره تفسير يوم عاشوراء بأنه التاسع، وروي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع وفي رواية: مع العاشر وقال -صلى الله عليه وسلم- خالفوا اليهود، صوموا يوما قبله، أو يوما بعده ؛ فدل ذلك على أن صيام التاسع مشروع كصيام العاشر، بل يستحب للمسلم أن يكثر من الصيام في هذا الشهر، ففي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم .
تنبيه:
هذا اليوم -الذي هو العاشر من محرم- وقعت فيه واقعة في الصدر الأول، وهي مقتل الحسين -رضي الله عنه- فإنه قتل في اليوم العاشر.
ولما قتل في اليوم، وكانت الرافضة -قبحهم الله- ممن يغالون في علي وذريته كالحسن والحسين وأبنائهما؛ عند ذلك ابتدعوا في هذا اليوم بدعا، ولا تزال بدعهم إلى الآن، ومن بدعهم النوح والمأتم والتحزين، وأعمال الجاهلية من ضرب الخدود وشق الجيوب، ونتف الشعر، والدعاء بالويل والثبور طوال هذا اليوم من كل سنة، كما روجوا أحاديث كثيرة في يوم عاشوراء وشؤمه، وتلك الأحاديث مكذوبة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وبمجرد سماعها يقطع السامع بكذبها.
ثم كان هناك قوم من المتعصبين ضد الشيعة، ويسمون النواصب، ابتدعوا أيضا بدعا لكنها مضادة لبدع الروافض؛ فصاروا يخرجون فيه بأحسن الأكسية، وكمال الزينة والمظهر؛ ليغيظوا الرافضة، كما روجوا أحاديث كثيرة في فضل يوم عاشوراء مضادة للأحاديث التي روجها الروافض؛ فقال الروافض ورد في الحديث: من اكتحل وتجمل في يوم عاشوراء أصيب بالرمد. فقال النواصب: من اكتحل في يوم عاشوراء لم ترمد عينه أبدا .
وهكذا أخذ هؤلاء يبتدعون، ويكذبون على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهؤلاء أيضا يفعلون كذلك؛ فعلى المسلم أن لا يغتر لا بهؤلاء ولا بهؤلاء، ومع الأسف أن تلك الأحاديث انتشرت في كتب كتبها أهل السنة، مثل كتاب (الغنية) لعبد القادر الجيلاني -رحمه الله- فقد تكلم فيه عن يوم عاشوراء، وسرد فيه أحاديث في فضله، مثل: من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه و من تطيب فيه طيب الله ثراه إلخ.
كما راجت تلك الأحاديث المكذوبة على ابن الجوزي -رحمه الله- الواعظ المشهور، فذكر في بعض كتبه أشياء من هذه الأحاديث المكذوبة، وسكت عنها مع أنه من أهل الحديث؛ فعلى المسلم أن لا يغتر بها، أما كتب الرافضة فلم أطلع عليها، ولكن فيها أعجب وأعجب.